مقالات ملهمة

اطلع على مجموعة واسعة من المقالات الحديثة في مختلف مجالات القيادة

كيفية اختيار الأسهم المناسبة للاستثمار

كيفية اختيار الأسهم المناسبة للاستثمار

اختيار الأسهم المناسبة للاستثمار هو أحد أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها أي مستثمر، سواء كان مبتدئًا أو محترفًا. وفقاً لدراسة أجرتها Dalbar, Inc وهي شركة أبحاث مالية معروفة، وجدت أن متوسط عوائد المستثمرين الأفراد كانت أقل بكثير من أداء المؤشرات الرئيسية مثل  S&P 500. على مدى 20 عامًا (من 1999 إلى 2019)، حقق المستثمرون الأفراد عوائد سنوية متوسطة تبلغ حوالي 5%، بينما حقق مؤشر S&P 500  عوائد سنوية متوسطة تبلغ حوالي 6.06%. ووفقاً لبحث أجراه البروفيسور براد باربر والأستاذ تيرينس أودين من جامعة كاليفورنيا، وجد أن المستثمرين الأفراد يميلون إلى تحقيق عوائد أقل من السوق بسبب سوء توقيت دخولهم وخروجهم من الاستثمارات، بالإضافة إلى اختيار الأسهم بشكل غير فعال.

في هذا المقال، سنستعرض خطوات عملية لاختيار الأسهم المناسبة، مدعومة بالأمثلة والإحصائيات والحالات العملية.

1.      حدد أهدافك الاستثمارية: قبل أن تبدأ في اختيار الأسهم، يجب أن تحدد أهدافك الاستثمارية. هل تبحث عن نمو سريع لرأس المال؟ أم تفضل استثمارات آمنة توفر دخلاً ثابتًا؟ وفقًا لاستطلاع أجرته Vanguard، فإن 60% من المستثمرين الذين يحددون أهدافًا واضحة يحققون عوائد أفضل على المدى الطويل. مثال: إذا كنت تبحث عن نمو سريع، قد تختار أسهم شركات التكنولوجيا مثل أبل أو مايكروسوفت. أما إذا كنت تبحث عن دخل ثابت، فقد تفضل أسهم الشركات التي توزع أرباحًا مثل كوكا كولا أو بروكتر آند غامبل.

النصيحة: قم بتحديد أهدافك المالية وفترة الاستثمار قبل اختيار الأسهم.

2.      افهم القطاع الذي تريد الاستثمار فيه: كل قطاع له خصائصه ومخاطره. وفقًا لبحث أجرته Morningstar، فإن أداء الأسهم يعتمد بنسبة 40% على القطاع الذي تنتمي إليه. مثال: خلال أزمة كوفيد-19، شهد قطاع التكنولوجيا نموًا هائلاً بسبب زيادة الطلب على الخدمات الرقمية، بينما عانى قطاع السفر والسياحة من انهيار حاد. المستثمرون الذين ركزوا على قطاع التكنولوجيا حققوا أرباحًا كبيرة.

النصيحة: قم بتحليل القطاعات التي لديها إمكانات نمو مستقبلية وتجنب القطاعات التي تواجه تحديات كبيرة.

·        استخدم التحليل الأساسي لتقييم الشركات: التحليل الأساسي هو عملية تقييم الشركات بناءً على أدائها المالي ومؤشراتها الاقتصادية. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة شيكاغو، فإن المستثمرين الذين يستخدمون التحليل الأساسي يحققون عوائد أعلى بنسبة 25% مقارنة بغيرهم.

o       المؤشرات الرئيسية:

      • نسبة السعر إلى الأرباح (P/E) : تشير إلى ما إذا كان السهم مبالغًا في تقييمه. على سبيل المثال، في عام 2020، كانت نسبة P/E لشركة أبل حوالي 35، مما يشير إلى تقييم مرتفع، لكن النمو المستقبلي برر هذا التقييم.
    • نمو الإيرادات والأرباح: ابحث عن شركات ذات نمو مستمر في الإيرادات والأرباح. على سبيل المثال، حققت أمازون نموًا سنويًا في الإيرادات بنسبة 20% على مدى العقد الماضي.
    • الديون: تجنب الشركات ذات الديون المرتفعة. على سبيل المثال، كانت شركة جنرال إلكتريك تعاني من ديون ضخمة، مما أدى إلى انخفاض سعر سهمها بنسبة 75% بين 2016 و2018.

النصيحة: قم بتحليل البيانات المالية للشركة قبل الاستثمار.

·        استخدم التحليل الفني لتحديد توقيت الشراء: التحليل الفني يساعدك على تحديد أفضل وقت لشراء أو بيع الأسهم بناءً على تحركات الأسعار وأنماط الرسوم البيانية. وفقًا لبحث أجرته NASDAQ، فإن 50% من المتداولين المحترفين يستخدمون التحليل الفني لاتخاذ قراراتهم. مثال: في عام 2021، استخدم العديد من المتداولين التحليل الفني للتنبؤ بارتفاع سعر سهم GameStop  بعد أن كسر مستوى مقاومة رئيسيًا. أولئك الذين اشتروا في الوقت المناسب حققوا أرباحًا هائلة.

النصيحة: تعلم قراءة الرسوم البيانية واستخدام المؤشرات الفنية مثل المتوسطات المتحركة ومؤشر القوة النسبية  (RSI).

5.  تنويع محفظتك: التنويع هو مفتاح تقليل المخاطر. وفقًا لدراسة أجرتها Standard & Poor's، فإن المحافظ المتنوعة تحقق عوائد أكثر استقرارًا وتقلل من الخسائر بنسبة تصل إلى 30%. مثال: خلال الأزمة المالية لعام 2008، انخفضت أسهم القطاع المالي بنسبة 50%، لكن المستثمرين الذين كان لديهم أسهم في قطاعات أخرى مثل الرعاية الصحية أو السلع الاستهلاكية الأساسية عانوا من خسائر أقل. النصيحة: لا تضع كل أموالك في سهم واحد أو قطاع واحد. قم بتوزيع استثماراتك على عدة أسهم وقطاعات.

6. تابع الأخبار والأحداث العالمية: الأحداث العالمية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أسعار الأسهم. وفقًا لبحث أجرته Bloomberg، فإن 60% من التقلبات الكبيرة في السوق تكون نتيجة لأحداث اقتصادية أو سياسية. مثال: خلال أزمة كوفيد-19، ارتفعت أسهم شركات الأدوية مثل فايزر وموديرنا بسبب توقعات تطوير لقاحات. أولئك الذين تابعوا الأخبار واستثمروا في الوقت المناسب حققوا أرباحًا كبيرة.

النصيحة: ابقَ على اطلاع دائم بالأخبار الاقتصادية والسياسية التي قد تؤثر على السوق.

7. تعلم من الخبراء: أحد أفضل الطرق لتحسين مهاراتك في اختيار الأسهم هو التعلم من الخبراء. وفقًا لاستطلاع أجرته Forbes، فإن 80% من المستثمرين الناجحين يتابعون تحليلات الخبراء ويستفيدون من تجاربهم. مثال: المستثمر الأسطوري وارن بافيت يتبع استراتيجية الاستثمار في الشركات ذات الميزة التنافسية القوية والقيمة العادلة. استثماره في شركة كوكا كولا في الثمانينيات حقق له عوائد هائلة على المدى الطويل.

النصيحة: اقرأ كتب الاستثمار واتبع تحليلات الخبراء لتطوير مهاراتك.

الخلاصة: اختيار الأسهم المناسبة للاستثمار يتطلب مزيجًا من التحليل الأساسي والفني، وفهم السوق، والانضباط النفسي. من خلال تحديد أهدافك، تحليل القطاعات، واستخدام الأدوات المناسبة، يمكنك تحسين فرصك في تحقيق عوائد جيدة. تذكر أن الاستثمار الناجح يتطلب وقتًا وصبرًا، وأن التعلم المستمر هو مفتاح النجاح.

إذا كنت تريد أن تصبح مستثمرًا ناجحًا، ابدأ بتطبيق هذه الخطوات، وستجد نفسك على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافك المالية.

 

0 تعليقات

شارك من خلال تعليق