مقالات ملهمة

اطلع على مجموعة واسعة من المقالات الحديثة في مختلف مجالات القيادة

هل أنت متوازن؟

هل أنت متوازن؟

هل تعلم أنه قبل القرن العشرن كان معدل ساعات العمل للعمال يتراوح بين 70 الى 100 ساعة في الأسبوع، وأن فكرة عطلة نهاية الأسبوع لم تكن موجودة. وهل تعلم أنه في عام 1926 بدأ تطبيق مبدأ العمل من الساعة 9 صباحاً وحتى الساعة 5 مساءً وأول من طبقه هو رجل الأعمال الأشهر "هنري فورد" مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات. وقد كان الهدف من وراء هذا التغيير المهم بالنسبة لهنري فورد هو منح العمال فرصة لتحقيق التوازن بين حياتهم الشخصية والعملية بحيث يؤدي ذلك الى زيادة انتاجية العمال ورضاهم الوظيفي.

يُعتبر تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل تحدٍ يواجهه الكثير من القادة في مختلف المجالات. فمن جهة، يتعيّن عليهم الانخراط بشكل كامل في مسؤولياتهم الوظيفية، ومن جهة أخرى، يحتاجون إلى الاهتمام بحياتهم الشخصية للحفاظ على صحتهم النفسية. في هذا المقال، سنناقش بعض الاستراتيجيات والنصائح لقادة الشركات والمؤسسات لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.

أهمية التوازن بين الحياة الشخصية والعمل:

قد يظن البعض أن التفرّغ الكامل للعمل هو مفتاح النجاح، ولكن الحقيقة تقول أن عدم وجود توازن بين الحياة الشخصية والمهنية يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق وانخفاض الإنتاجية وحتى الإصابة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية. في حين أن الاهتمام بالجوانب الشخصية من الحياة يمكن أن يُسهم في تعزيز السعادة والرضا الذاتي وبالتالي يؤثر بشكل إيجابي على الأداء المهني.

استراتيجيات لتحقيق التوازن:

1. تحديد الأولويات: يجب على القادة تحديد الأولويات ومعرفة ما يهمهم بشكل أساسي في الحياة الشخصية والمهنية، مما سيساعدهم على تخصيص الوقت والجهد بشكل مناسب لكل جانب من جوانب حياتهم.

2. تنظيم الوقت: من المهم جدًا أن يتمتع القادة بمهارات إدارة الوقت الفعّالة، حيث ينبغي عليهم تخصيص أوقات محددة للعمل وأوقات أخرى للراحة والاسترخاء وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.

3. الاهتمام بالصحة النفسية: يجب على القادة أن يولوا اهتمامًا خاصًا لصحتهم النفسية، ويمكنهم ذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والاسترخاء، والتأمل، والبعد عن التوترات.

4. الحصول على الدعم: يجب على القادة أن يطلبوا المساعدة عند الحاجة، سواء من خلال توظيف مساعدين أو تفويض بعض المسؤوليات لأفراد الفريق، حيث يمكن للدعم المناسب أن يخفف من الضغط ويساعد في تحقيق التوازن.

الاحصائيات و الحقائق:
يُسلط مؤشر الحياة الأفضل لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الضوء على أهمية الوقت الذي يتم قضائه في العمل، حيث تشير الأدلة إلى أن ساعات العمل الطويلة يمكن أن تضر بالصحة الشخصية، وتعرض السلامة للخطر، وتزيد من التوتر.

كما وجدت الأبحاث التي أجرتها شركة ديلويت (Deloitte) أن 77% من الموظفين عانوا من الإرهاق في وظائفهم الحالية، وأن السبب الرئيسي للإرهاق هو الافتقار إلى الدعم والتقدير من القيادة. وفي عام 2021، كشفت منظمة الصحة العقلية في المملكة المتحدة (Mental Health UK) أن 46% من الموظفين شعروا "بأنهم أكثر عرضة لمستويات شديدة من التوتر" مقارنة بالعام السابق. ووفقاً لموقع زيبيا (zippia.com) يعتقد 72% من الموظفين أن التوازن بين العمل والحياة هو عامل مهم للغاية عند اختيار وظيفة، ويقول 57% من الباحثين عن عمل أن ضعف التوازن بين العمل والحياة يعد بمثابة عائق عندما يفكرون في وظيفة جديدة. ووفقاً لنفس المصدر أعلاه، فإن 67.2% من الموظفين أفادوا أن بعض جوانب عملهم أو زملائهم أو ثقافة الشركة هي السبب الأكبر وراء ضعف التوازن بين العمل والحياة.

 إن تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل كقائد يتطلب تطبيق عدد من الاستراتيجيات، منها الاهتمام بالصحة النفسية، والاستفادة من الدعم المناسب. بالتالي، يمكن للقادة أن يحققوا نجاحًا في مجالاتهم المهنية مع الحفاظ على سعادتهم ورضاهم في الحياة الشخصية، وعلى القادة أن يتذكروا أن التوازن بين العمل والحياة الشخصية ليس مجرد هدف يجب تحقيقه، بل هو عملية مستمرة تتطلب التكيف والتعديلات الدائمة.

 

0 تعليقات

شارك من خلال تعليق