انخفاض سوق الكريبتو في مارس 2025

شهد سوق العملات المشفرة (الكريبتو) بتاريخ 28 مارس 2025 انخفاضًا ملحوظًا، وفيما يلي بعض أسباب الانخفاض:

1.     عوامل تقنية وبيانية: سجل مؤشر البيتكوين انخفاضًا واضحًا؛ فقد هبط إلى أقل من مستوى الدعم الحاسم الذي كان يقف عند حوالي 87 ألف دولار، وفقًا لبعض التقارير، أو ما يقارب 85 ألف دولار حسب مؤشرات أخرى. اختراق هذه المستويات الحرجة دفع المتداولين الفنيين والروبوتات إلى تفعيل أوامر البيع التلقائية، مما أدى إلى تعميق الهبوط. لم يقتصر هذا التأثير على البيتكوين فحسب، بل امتد أيضًا إلى العملات البديلة مثل XRP وسولانا، التي انخفضت أكثر من 3%، مما أكد الترابط الوثيق بين تحركات البيتكوين والأصول الرقمية الأخرى في السوق.

2.     تأثيرات مناخية اقتصادية عالمية: تزامن انخفاض سوق الكريبتو مع حالة من التقلبات في الأسواق المالية العالمية، حيث يسعى المستثمرون حال وقوع إشارات عدم يقين اقتصادي إلى التحوط بالانتقال نحو أصول أكثر أمانًا كالسندات والذهب الذي كسر رقم تاريخي وهو 3,080 دولار للأونصة. في مثل هذه البيئات، ينخفض مستوى السيولة مع سحب رؤوس الأموال من الفئات ذات المخاطر العالية مثل العملات المشفرة، مما يؤدي إلى ضغط بيعي إضافي وتراجع القيم السوقية.

3.     دور التداول الآلي وتقنيات الخوارزميات: مع اختراق مستويات الدعم الأساسية، تدخلت الأنظمة الآلية في السوق من خلال أوامر البيع المبرمجة استنادًا إلى مؤشرات تقنية. هذا التفاعل بين التداول اليدوي والآلي يؤدي إلى تسريع هبوط الأسعار، إذ تتكاثر أوامر البيع عند مستويات حرجة مما يجعل الانخفاض أكثر حدة وتواترًا عبر مختلف العملات الرقمية.

4.     عمليات جني الأرباح وتغير معنويات المستثمرين: بعد فترات من الارتفاع أو الاستقرار النسبي، يقوم بعض المستثمرين والمؤسسات الكبيرة بجني أرباحهم عن طريق بيع أجزاء من مراكزهم. هذه التحركات، التي غالبًا ما تكون مدفوعة برغبة تحقيق مكاسب قبل حدوث تقلبات محتملة، تؤدي إلى زيادة العرض في السوق دون مقابل كافٍ من الطلب، مسهمةً في خفض أسعار الأصول الرقمية.

باختصار، التوازن الهش بين العوامل التقنية، وتأثير التوترات التنظيمية، والبيئة الاقتصادية العالمية، فضلًا عن دور الأنظمة الآلية في التداول، كلها عوامل ساهمت في تقلبات هامة أدت إلى انخفاض سوق الكريبتو في 28 مارس 2025. تتداخل هذه العناصر لتظهر صورة معقدة للسوق الرقمي، مما يجعل مراقبة هذه المؤشرات وفهمها أمرًا حاسمًا للمتداولين والمستثمرين على حد سواء.