مقالات ملهمة

اطلع على مجموعة واسعة من المقالات الحديثة في مختلف مجالات القيادة

تحليل لأسعار الذهب لعام 2026

تحليل لأسعار الذهب لعام 2026

تحليل لأسعار الذهب لعام 2026

بعد عام 2025، الذي وصفته مؤسسات مالية كبرى وبنوك استثمار عالمية بأنه أقوى صعود للذهب منذ عام 1979، دخل المعدن الأصفر مرحلة تاريخية جديدة. فقد افتتح الذهب عام 2025 عند مستويات تقارب 2,050–2,100  دولار للأونصة، مدفوعًا بتوقعات خفض الفائدة وتزايد المخاطر الجيوسياسية. ومع تقدم العام، تسارع الزخم بشكل لافت، ليتجاوز الذهب عدة حواجز نفسية متتالية (2,500 ثم 3,000 ثم 3,500 دولار)، قبل أن يسجل ذروة تاريخية قرب 4,381 دولار للأونصة في أكتوبر 2025، أي بارتفاع سنوي تجاوز 100% مقارنة ببداية العام.

ومع نهاية عام 2025، استقر السعر عند مستويات مرتفعة تاريخيًا تفوق 4,200  دولار للأونصة، وهو ما يؤكد أن الصعود لم يكن حركة مضاربية قصيرة الأجل، بل تحولًا هيكليًا في تسعير الذهب عالميًا. لذلك يدخل الذهب عام 2026 ليس فقط كأداة تحوّط تقليدية ضد التضخم أو الأزمات، بل كـأصل استراتيجي طويل الأجل في محافظ البنوك المركزية والمؤسسات الاستثمارية الكبرى، يعكس تغيّرًا أعمق في موازين الثقة بالنظام المالي العالمي والعملات الرئيسية.

ماذا تتوقع بيوت الخبرة الكبرى لعام 2026؟

هناك ميل صعودي واضح في توقعات المؤسسات الكبرى، لكن مع اختلاف في “السرعة” واحتمال التقلبات، فمثلاً:

  • يتوقع  J.P. Morgan أن تترتفع الأسعار باتجاه 5,000 دولار/أونصة بحلول الربع الرابع 2026، مع إمكانية أعلى على المدى الأطول.
  • أما Goldman Sachs فقد  رفع توقع نهاية ديسمبر 2026 إلى 4,900 دولار/أونصة مدعومًا باستمرار شراء البنوك المركزية وتدفّقات صناديق الذهب.
  • في نفس الأثناء يتحدث Bank of America عن “مسار واقعي” نحو 5,000 دولار/أونصة في 2026، مع متوسط سنوي متوقع حول 4,400–4,538  دولار.
  • UBS رفع هدفه لمنتصف 2026 إلى 4,500 دولار/أونصة.
  • Morgan Stanley يتوقع صعودًا “أبطأ” في 2026 لكنه يرى وصول السعر إلى 4,800 دولار/أونصة بالربع الرابع 2026.

خلاصة توقعات المؤسسات: كما نرى فإن نطاق “السوق المؤسسي” يدور غالبًا بين 4,500  و 5,100 دولار خلال عام 2026، مع سيناريو صعودي يلامس/يتجاوز 5,000 دولار إذا استمرت المحركات الحالية. ولكن ما هي محركات صعود سعر الذهب؟

أولاً، شراء البنوك المركزية: هذا هو “الوقود الهيكلي” الأهم: تشير وكالة الأنباء رويترز إلى أن استمرار تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار يدعم الطلب الرسمي، وأن J.P. Morgan يرى ضرورة بقاء الطلب قويًا للحفاظ على مستويات عالية.

ثانياً، الفائدة الحقيقية والدولار
توقعات خفض الفائدة و/أو ضعف الدولار ترفع جاذبية الذهب (لأنه لا يمنح عائدًا)، لذلك تُبنى كثير من السيناريوهات الصعودية على هذين العاملين.

ثالثاً الطلب الاستثماري ETFs والذهب المادي
يربط Goldman Sachs  رفع توقعه لعام 2026 بعودة تدفقات المستثمرين الغربيين إلى صناديق الذهب إضافة إلى الطلب الرسمي.

رابعاً، المخاطر الجيوسياسية والمالية
عجز مالي أمريكي، توترات تجارية/سياسية، وتقلب أسواق الأسهم، كلها عوامل تُبقي الذهب “تأمينًا” في المحافظ.

الرأي “الأكثر توازنًا”: مجلس الذهب العالمي  WGC

لا يضع مجلس الذهب العالمي “رقمًا واحدًا” بقدر ما يقدم سيناريوهات:

  • إن استمرت ظروف الاقتصاد العالمي الحالية قد يبقى الذهب ضمن نطاق عرضي (rangebound)،
  • مع قابلية لمفاجآت صعودية إن تراجعت الفائدة/تباطأ النمو،
  • أو أداء أقوى إذا دخل الاقتصاد في تباطؤ/مخاطر أشد.

هذه الرؤية مهمة لأنها تُذكّر أن عام 2026 قد يكون عام تقلبات وليس خطًا صاعدًا مستقيمًا.

بناء على أعلاه فإن هناك توقعات عام 2026: ثلاث سيناريوهات عملية (سهل عرضها في مقال/عرض)

1.  السيناريو الصعودي: 4,900 – 5,300 دولار
هذا السيناريو شرطه الأساسي استمرار شراء البنوك المركزية + ضعف الدولار/خفض فائدة + مخاطر مرتفعة. ويدعم هذا السيناريو Goldman  وJ.P. Morgan  وبنك أوف أمريكا.

2. السيناريو المرجّح: 4,400 – 4,800 دولار
يشير هذا السيناريو الى صعود أهدأ/تداول ضمن نطاق مع قمم جديدة تدريجيًا، ويتوافق مع UBS (4,500 منتصف 2026) ومورغان ستانلي (4,800 بالربع الرابع).

3.  السيناريو الهابط/التصحيح: تراجع ملحوظ ثم استقرار
إذا حدثت مفاجأة “عكسية”: تشدد نقدي/ارتفاع عوائد حقيقية/عودة شهية المخاطرة بقوة، قد نرى تصحيحًا قويًا.

الخلاصة:

تتجه غالبية بيوت الخبرة إلى أن عام 2026  سيكون عامًا بأسعار ذهب مرتفعة تاريخيًا، مع احتمال اختبار مستوى 5,000 دولار للأونصة إذا استمر طلب البنوك المركزية وتراجعت الفائدة/ضعف الدولار. ومع ذلك، فالمسار لن يكون خطيًا؛ بل من المرجّح أن يشهد تقلبات حادة وتصحيحات قصيرة قبل أي قمم جديدة. أما بعد 2026، يبقى الذهب مرشحًا للاحتفاظ بزخم طويل الأجل كأصل تحوّطي واستراتيجي في المحافظ، خاصة إذا استمرت اتجاهات تنويع الاحتياطيات وتصاعد المخاطر المالية والجيوسياسية عالميًا.

0 تعليقات

شارك من خلال تعليق