طبول الحرب الاقتصادية: ترامب والاتحاد الاوروبي ...!
Mon, 26 May 2025

اطلع على مجموعة واسعة من المقالات الحديثة في مختلف مجالات القيادة
في 23 مايو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفة جمركية بنسبة 50% على جميع واردات الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي، بدءًا من 1 يونيو 2025. جاء هذا الإعلان عبر منشور على منصة "تروث سوشيال"، حيث عبّر ترامب عن استيائه من ما وصفه بـ"فشل" المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، متهمًا إياه بـ"استغلال" الولايات المتحدة من خلال ممارسات تجارية غير عادلة.
الأسباب
والدوافع
برر ترامب هذه الخطوة بعدة أسباب:
عقب إعلان الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب في 23 مايو 2025 عن فرض تعريفة جمركية ضخمة تبلغ 50% على جميع
الواردات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، شهدت الأسواق المالية الأوروبية
اضطرابات واضحة تعكس مخاوف المستثمرين من تداعيات هذا التصعيد التجاري.
·
مؤشر STOXX 600، الذي يشمل أكبر 600 شركة مدرجة في أوروبا
ويعتبر مؤشراً واسعاً لأداء أسواق الأسهم الأوروبية، انخفض بنسبة 1.7% في تداولات اليوم التالي
للإعلان. هذا الانخفاض يعكس القلق العام من تأثير التعريفات الجمركية على أرباح
الشركات، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى السوق الأمريكية.
·
تراجع أسهم شركات السيارات الألمانية كان الأبرز، حيث فقدت
شركات مثل فولكسفاجن، بي إم دبليو، ودايملر ما بين 3% إلى 4%من قيمتها السوقية. هذه
الشركات تمثل حجر الزاوية في صادرات الاتحاد الأوروبي إلى أمريكا، وتعتمد بشكل
كبير على السوق الأمريكية التي تعد واحدة من أكبر الأسواق المستهلكة للسيارات
الأوروبية الفاخرة.
·
أسباب تراجع أسهم السيارات تحديدًا
تتعلق بالتوقعات بأن التعريفات الجمركية سترفع تكلفة السيارات الأوروبية في
الولايات المتحدة بنسبة قد تصل إلى 50%، ما يقلل من القدرة التنافسية لهذه
المركبات أمام السيارات الأمريكية والصينية المنافسة. هذا سيؤدي إلى تراجع المبيعات
الأمريكية للعلامات الأوروبية، وتأثر أرباحها المالية بشكل مباشر.
·
بالإضافة إلى قطاع السيارات، تأثرت
قطاعات أخرى مثل الكيماويات،
الطيران، والنبيذ، حيث واجهت شركات مثل BASF وAirbus انخفاضات ملحوظة في أسعار أسهمها نتيجة المخاوف من تأثير
التعريفات على الصادرات.
·
تأثير نفسي عام: تجاوز الأمر مجرد الأرقام
ليشمل توتر المستثمرين الذين بدأوا يقللون من مراكزهم في الأسهم الأوروبية بشكل
عام، خوفًا من موجة تصعيد تجاري أوسع قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في
المنطقة.
·
ردود فعل سياسية واقتصادية: الاتحاد الأوروبي عبر عن
رفضه لهذه الخطوة وأشار إلى استعداده لاتخاذ إجراءات مضادة، مما زاد من حالة عدم
اليقين التي تعيشها الأسواق.
التأثيرات
الاقتصادية المتوقعة
على الاتحاد الأوروبي:
على الولايات المتحدة:
بعد إعلان الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب عن فرض تعريفة جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، تصدّر
موقف الاتحاد الأوروبي المشهد التجاري والسياسي، حيث حرص قادته على إظهار رد فعل
قوي ولكن مدروس.
·
تصريح مفوض التجارة في الاتحاد
الأوروبي، ماروش شيفوفيتش، كان محورياً، إذ أكد في عدة مناسبات أنه رغم التوترات
الحالية، يظل الاتحاد الأوروبي منفتحًا على الحوار والتفاوض بهدف
حل النزاعات التجارية بشكل سلمي ومن خلال قنوات دبلوماسية. شدد شيفوفيتش على أن
العلاقات التجارية يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأن
الاتحاد الأوروبي لا يسعى إلى التصعيد وإنما إلى التفاهم.
·
مع ذلك، أشار شيفوفيتش بوضوح إلى أن
الاتحاد الأوروبي ليس في موقف ضعف، بل مستعد بقوة لاتخاذ إجراءات ردعية وانتقامية
للحفاظ على مصالحه الاقتصادية. وأوضح أن الاتحاد قد أعد بالفعل حزمة من الإجراءات
الاقتصادية المقيدة ضد الولايات المتحدة، تبلغ قيمتها حوالي 108 مليار دولار، أي ما يعادل تقريباً نصف
إجمالي الواردات الأوروبية إلى أمريكا، وتستهدف قطاعات أمريكية حساسة مثل
السيارات، الطيران، الزراعة، والصناعات التكنولوجية.
·
هذه الإجراءات الانتقامية تهدف إلى موازنة الخسائر
المحتملة التي قد تتعرض لها الشركات الأوروبية جراء التعريفات
الأمريكية، وتهدف كذلك إلى الضغط على واشنطن لإعادة النظر في سياساتها الجمركية
التي اعتبرها الاتحاد الأوروبي غير مبررة ومخالفة للقواعد الدولية المنظمة للتجارة
العالمية، وخاصة قواعد منظمة التجارة العالمية (WTO).
·
في تصريحات لاحقة، أكّد شيفوفيتش أن
الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل مع شركائه في العالم، خصوصاً دول مثل كندا والمكسيك
واليابان، لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإجراءات الحمائية الأمريكية التي قد تؤثر
على التجارة العالمية بأكملها.
·
من الناحية السياسية، يعكس هذا الموقف
توازن الاتحاد الأوروبي بين الاحتفاظ بالبوابة مفتوحة للحوار وبين التأكيد على
الاستعداد لاتخاذ خطوات حازمة لمنع وقوع حرب تجارية واسعة قد تؤدي
إلى ضرر كبير على الاقتصاد الأوروبي والعالمي.
·
رد فعل الاتحاد الأوروبي يعكس أيضًا
قلقًا من أن الإجراءات الأمريكية قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في أوروبا،
فقد أشار مسؤولون اقتصاديون إلى أن فرض تعريفات جمركية مرتفعة على الواردات قد
يكبد الاقتصاد الأوروبي خسائر مباشرة تصل إلى ما يقرب من 0.5% من الناتج المحلي
الإجمالي خلال العام المقبل، وهو ما يعادل عشرات المليارات من
الدولارات.
الجدية: تهديد
أم واقع؟
تشير التصريحات المتكررة من ترامب،
بالإضافة إلى تحديد موعد تنفيذ التعريفة في 1 يونيو، إلى جدية هذا التهديد. كما أن
استخدامه السابق للتعريفات كأداة ضغط في مفاوضات تجارية يعزز من احتمالية تنفيذ
هذا القرار.
في 24 مايو 2025، أدلى وزير الخزانة
الأمريكي بتصريحات أكدت التزام الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس ترامب بتنفيذ
إجراءات حماية صناعية حازمة، من ضمنها فرض تعريفة جمركية بنسبة 50% على الواردات
الأوروبية. الوزير أشار إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو حماية الاقتصاد الأمريكي من
ما وصفه بـ«الممارسات التجارية غير العادلة» التي تمارسها بعض الدول الأوروبية،
خاصة في قطاعات السيارات والمنتجات الصناعية الثقيلة.
التصريحات كانت واضحة من حيث الجدول
الزمني، حيث تم تحديد الأول من يونيو 2025 كتاريخ رسمي لبدء تطبيق التعريفة، وهو
ما يزيد من مصداقية القرار ويقلل من احتمالية أن يكون مجرد تهديد أو ورقة ضغط.
كما أشار الوزير إلى أن هذه الخطوة
تأتي بعد فشل المفاوضات السابقة مع الاتحاد الأوروبي لتعديل شروط التجارة بما يحقق
مصلحة الطرفين، ما يشير إلى أن الإدارة الأمريكية ليست في وارد التراجع بسهولة.
مع ذلك، أشار الوزير إلى أن الباب لا
يزال مفتوحًا للحوار، بشرط أن يتم احترام السيادة الأمريكية وأن تتخذ أوروبا خطوات
جدية لمعالجة الخلافات التجارية، وهو ما يعكس إمكانية إعادة التفاوض في حال تغيرت
الظروف.
الخلاصة: إعلان ترامب عن فرض تعريفة جمركية
بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي يمثل تصعيدًا كبيرًا في التوترات التجارية
بين الجانبين. بينما يسعى ترامب إلى إعادة التوازن في العلاقات التجارية، فإن هذه
الخطوة قد تؤدي إلى تداعيات اقتصادية سلبية على كلا الطرفين، وتزيد من التوترات في
النظام التجاري العالمي.
Mon, 26 May 2025
Mon, 26 May 2025
Mon, 26 May 2025
شارك من خلال تعليق