فن التفكير الإيجابي

يقول الكاتب البرازيلي "غيرمينيو دي سيلفا"  "لا يمكننا تغيير الاتجاهات الرياح، ولكن يمكننا تعديل الأشرعة." ويقول الكاتب الأمريكي "نورمان فينسنت بيل" "إذا قمت بتغيير طريقة تفكيرك، يمكنك تغيير العالم." اشتهر "نورمان فينسنت بيل" من خلال كتابه "قوة التفكير الايجابي" والذي أصبح من أشهر الكتب في التاريخ وأكثرها مبيعاً. وقد أخذت عنه عبارات مهمة منها:

·         "الفشل هو مؤقت، والإرادة الصلبة دائمة."

·         "فكر في الخير وسيأتيك الخير."

·         "لا يمكن للتشاؤم أن يوقف الشمس عن الشروق، ولا يمكن للقلق أن يضيف يومًا إلى العمر."

وقبل ذلك قال الشاعر اللبناني ميخائيل نعيمة:

إذا سماؤك يوماً تحجّبت بالغُيوم

أغمِض جُفونَكَ تُبصر خلفَ الغيوم نجوم

 والأرضُ حولَك إمّا توشّحَتْ بالثّلوجْ

أغمِض جُفونَك تُبصر تحت الثّلوج مروج

وإنْ بُلِيتَ بداءٍ وقِيل داءٌ عَياءْ
اغمِض جُفونَكَ تُبصر في الدّاء كلّ الدواء
وعندما الموتُ يدنو واللّحدُ يَفغُر فاه
أغمِض جُفونَك تُبصر في اللّحد مهدَ الحياهْ

وقبل ذلك كله يزخر القرآن الكريم بالحث على الإيجابية ومن آياته في ذلك الآية رقم 87 من سورة يوسف: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ). والآية رقم 216 من سورة البقرة (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) وغيرها من الآيات التي تحث على الإيجابية وعدم اليأس.
التفكير الإيجابي هو قوة دافعة يمكن أن تُغير حياة الإنسان وتحدث تحولًا إيجابيًا في نهجه للحياة. يعتمد التفكير الإيجابي على القدرة على رؤية الأمور من منظور مشرق ومتفائل، حتى في وجه التحديات والصعاب. إنه القوة التي تمكن الأفراد من التحلي بالثقة والإصرار والقدرة على التعامل بشكل أفضل مع المواقف الصعبة. فيما يلي مقالة توضح أهمية التفكير الإيجابي وكيفية تطبيقه في الحياة اليومية.

التفكير الإيجابي: نافذة نحو الأمل

في عالم يملؤه التحديات والضغوطات، يُعَد التفكير الإيجابي بمثابة نافذة نحو الأمل. يساعدنا التفكير الإيجابي على رؤية الجانب المشرق في الحياة، والتركيز على الفرص بدلاً من العقبات، والاستفادة من التحديات كفرص للنمو والتطور الشخصي.

فوائد التفكير الإيجابي

1.  تحسين الصحة النفسية: يؤثر التفكير الإيجابي بشكل إيجابي على الصحة النفسية، حيث  يقلل من مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، ويعزز الشعور بالسعادة والرضا الذاتي.

2.  زيادة الثقة بالنفس: يساعد التفكير الإيجابي على بناء الثقة بالنفس وتعزيز الاعتماد على الذات، مما يمكننا من التصدي للتحديات بثقة وإيجابية.

3.  تحسين العلاقات الاجتماعية: يسهم التفكير الإيجابي في بناء علاقات إيجابية مع الآخرين، حيث يجعلنا أكثر تسامحًا وتفهمًا وقبولًا للآخرين.

4. زيادة الإنتاجية: يزيد التفكير الإيجابي من مستويات الطاقة والتحفيز، مما يزيد من الإنتاجية والفعالية في العمل والحياة اليومية.

5.  تحقيق النجاح: يعزز التفكير الإيجابي القدرة على تحقيق الأهداف والطموحات، حيث يسهل علينا التفكير بحلول إيجابية وإيجاد الطرق لتحقيق النجاح.

كيفية تعزيز التفكير الإيجابي

1.  ممارسة الامتنان: قم بتقدير الأشياء الإيجابية في حياتك. يقول الزعيم الهندي الملقب بأبو الهند ا"لمهاتما غاندي" "كُن ممتنًا لكل شيء تملكه، فلن تعرف قيمة الشيء حتى تفقده."

2.  تغيير التفكير السلبي: حاول تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية وبناءة. يقول الرئيس الأمريكي "فرانكلين روزفلت" "التفكير السلبي يجعل الجبال تبدو أعلى والأودية أعمق."

3.  ممارسة التفكير الإيجابي: قُم بتحفيز نفسك بالتفكير في النجاحات السابقة والإنجازات التي حققتها. يقول الرئيس السادس والعشرون للولايات المتحدة الأمريكية "تيودور روزفلت" "إذا كنت تنتظر الظروف المثالية، فلن تبدأ أبدًا. ابدأ الآن، باستخدام ما لديك، وحيث تكون، ووفقاً لقدرتك على العمل."

4.  تحدي الافتراضات: حاول عدم الانتقاد الذاتي الزائد وتحدي الافتراضات السلبية حول الذات والآخرين. يقول أحد الحكماء "الاعتقادات المقيِدة هي القيود التي تضعها على نفسك، وتحدي الفرضيات هو الخطوة الأولى نحو تحطيم هذه القيود."

في النهاية، يمكن أن يُحدث التفكير الإيجابي فارقًا كبيرًا في حياتنا حيث إنها القوة التي تساعدنا على التغلب على التحديات وتحقيق النجاح والرضا في الحياة. لذا، يجب علينا أن نتعلم كيف نمارس التفكير الإيجابي ونحوله إلى نمط حياة يساعدنا على تحقيق أقصى إمكاناتنا وتحقيق السعادة والنجاح.