من لا يتغير يُغيّر..!

هل تعرف قصة شركة "بارنز آند نوبل" (Barnes & Noble)؟ إنها شركة التجزئة الأمريكية التي كانت شهيرة ببيع الكتب. تأسست الشركة في عام "1886" على يد "تشارلز بارنز" في نيويورك، الولايات المتحدة، وتطورت لتصبح واحدة من أكبر سلاسل متاجر الكتب في العالم، حيث كانت توفر تشكيلة واسعة من الكتب والمجلات والمنتجات المتعلقة بالقراءة.

وفي أوجها وصلت "بارنز أند نوبل" الى:

-   امتلاك حوالي 600 متجر في الولايات المتحدة الأمريكية وما مجموعه 730 متجراً حول العالم بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية.

-     بيع أكثر من 190 مليون كتاب سنوياً.

-     بيع أكثر من مليون عنوان مختلف للكتب.

-      أكبر بائع للمجلات في أمريكا حيث كانت تبيع ما يزيد عن 3,000 مجلة مختلفة و400 صحيفة.

مع مرور الوقت، بدأت "بارنز آند نوبل" في توسيع نطاق عملها وتقديم منتجات أخرى إلى جانب الكتب، مثل الألعاب والهدايا والمستلزمات المكتبية، ومع ذلك، فشلت الشركة في مواكبة التحولات الرقمية والتطورات التكنولوجية في صناعة الكتب، مما أثر سلباً على أدائها التجاري.

منذ عام 2009، واجهت "بارنز آند نوبل" تحديات كبيرة بسبب تزايد المبيعات عبر الإنترنت وتفضيل العملاء للتسوق عبر الإنترنت بدلاً من الذهاب إلى المتاجر الفعلية. بالإضافة إلى ذلك، تأثرت بشكل كبير بظهور منافسين جدد في صناعة الكتب الرقمية، مثل "أمازون" و"أبل"، الذين قدموا خدمات تسوق الكتب عبر الإنترنت بطريقة أكثر فعالية وسهولة للمستهلكين.

تخلى العديد من المستثمرين والمساهمين عن "بارنز آند نوبل" بسبب تراجع أدائها التجاري، مما أدى في نهاية المطاف إلى إغلاق العديد من متاجرها وتقليص نشاطها التجاري.

التغيير هو جزء لا يتجزأ من الحياة والعمل، لذا يلعب القادة دوراً حاسماً في فهم طبيعة التغيير ومعالجته بفعالية. في هذه المقالة، سنتناول أهمية فهم طبيعة وأسباب التغيير، ونسلط الضوء على بعض التحديات والفرص المرتبطة به.

أهمية فهم الطبيعة وأسباب التغيير:

1.  تحسين الإستجابة: الفهم الجيد لطبيعة التغيير يمكن أن يمكّن القادة من الإستجابة بشكل أفضل للتحديات والفرص التي قد تطرأ، حيث أن فهم أسباب التغيير يُمكّن القادة من وضع استراتيجيات ملائمة لمواجهة المتغيرات.

2.  التحفيز والتوجيه: عندما يفهم القادة جيدًا أسباب التغيير، يمكنهم تحفيز الفرق وتوجيهها بشكل فعّال نحو تحقيق أهداف التغيير، كما يُمكنهم توجيه الجهود وتخصيص الموارد بناءً على فهمهم العميق للوضع.

3.  بناء الثقة: يساعد فهم أسباب التغيير في بناء الثقة بين القادة والفرق، فعندما يتمكن القادة من شرح الأسباب والتحديات بشكل واضح، يُمكنهم تخفيف التوتر وزيادة الثقة في قدرتهم على إدارة التغيير.

4.  الإبتكار: يمكن أن يساعد فهم التغيير في تعزيز الابتكار والإبداع، فحينما يتمكن القادة من رؤية الأسباب والفرص خلف التغيير، يُمكنهم تحفيز الفرق لتقديم الحلول الجديدة والإبداعية.

التحديات والفرص:

1.   تنقسم التحديات الى:

التحديات الداخلية: تشمل التحديات الداخلية مقاومة التغيير من قبل بعض الأفراد داخل المنظمة، والتوتر النفسي الناتج عن عدم اليقين، وصعوبة تحقيق التوافق بين جميع أفراد الفريق.

التحديات الخارجية: تشمل التحديات الخارجية التغيرات في البيئة السوقية، والتطورات التكنولوجية السريعة، والتشريعات والسياسات الحكومية.

2.   الفرص: يمكن أن تشمل الفرص إمكانية الابتكار وتطوير منتجات جديدة، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتوسيع الفرص التنافسية في السوق.

أمثلة على طبيعة وأسباب التغيير:

1.  التحول الرقمي: يشمل هذا التغيير اعتماد التكنولوجيا الحديثة في جميع جوانب العمل، ويعتبر إستجابةً لتطورات التكنولوجيا وتوقعات العملاء.

2.  التغيرات التنظيمية: يمكن أن تشمل التغييرات التنظيمية تغييرات في هيكل المؤسسة، مثل إعادة هيكلة الأقسام أو تغيير سياسات العمل، وتُعتبر غالباً استجابةً لتغيرات في السوق أو البيئة التنظيمية.

3.  التغيرات الثقافية: قد تحدث تغييرات في ثقافة المؤسسة، مثل التحول إلى ثقافة عمل تشجع على الابتكار والتعاون، وتعكس قيم جديدة تلبي متطلبات التغير في البيئة الخارجية.

4.  التغييرات الاقتصادية: تتضمن التغييرات الاقتصادية تقلبات في السوق أو التحولات الاقتصادية العالمية، ويمكن أن تؤثر على الأسعار والطلب على المنتجات والخدمات، مما يتطلب استجابة سريعة من الشركات.

5.  التغييرات السياسية والقانونية: قد تنجم عن تغييرات في السياسات الحكومية أو التشريعات تغييرات في البيئة التنظيمية، ويجب على المؤسسات التكيف مع هذه التغييرات لضمان الامتثال والاستمرارية.

في الختام، وكما قال الفيلسوف اليوناني "هيرقليطس": "لا يوجد شيء ثابت مثل التغيير". لذا فإن التغيير ليس خياراً بل هو قرار، ولابد للقائد أن يفهم الأسباب الموجبة له، حيث يمكن لفهم طبيعة وأسباب التغيير أن يساعد القادة على تحقيق نجاح مستدام وتحقيق الأهداف المؤسسية بفعالية.