مقالات ملهمة

اطلع على مجموعة واسعة من المقالات الحديثة في مختلف مجالات القيادة

رؤية عُمان 2040

رؤية عُمان 2040

تُعتبر سلطنة عُمان من الدول التي تسعى دائمًا لتطوير وتحسين جودة حياة مواطنيها وسكانها، وتحقيق التنمية المستدامة على جميع الأصعدة. وفي هذا السياق، أطلقت السلطنة رؤية 2040، التي تمثل خارطة الطريق للتنمية المستدامة وتحقيق الإزدهار في المستقبل البعيد.

وقد أُعدّت رؤية عُمان 2040  من خلال مشاركة مجتمعية واسعة، وتم اعتماد وثيقة الرؤية من قبل صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق في نهاية عام 2020، ليتم العمل عليها منذ بداية عام 2021  ولغاية 2040. وقد جاء في نص الأوامر السامية للسلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- وجوب: «إعداد الرؤية المستقبلية (عُمان 2040) وبلورتها وصياغتها بإتقان تام ودقة عالية في ضوء توافق مجتمعي واسع وبمشاركة فئات المجتمع المختلفة، بحيث تكون مستوعبة للواقع الاقتصادي والاجتماعي ومستشرفـة للمستقبل بموضوعية، ليتم الاعتداد بها كدليل ومرجع أساسي لأعمال التخطيط في العقدين القادمين". كما جاء في نص الخطاب السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق "إن رؤية عُمان 2040 هي بوابة السلطنة لعبور التحديات، ومواكبة المتغيرات الإقليمية والعالمية، واستثمار الفرص المتاحة وتوليد الجديد منها، من أجل تعزيز التنافسية الاقتصادية، والرفاه الاجتماعي، وتحفيز النمو والثقة في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في جميع محافظات السلطنة".
مبادئ وأهداف الرؤية:
1. التنمية المستدامة: تهدف رؤية عُمان 2040 إلى تحقيق التنمية المستدامة، التي تأخذ في الاعتبار الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على حد سواء، لضمان استمرارية النمو دون المساس بالموارد الطبيعية والبيئة. ومن أهم مستهدفات الرؤية في هذا المجال رفع نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 90% ورفع نسبة الاستثمار الأجنبي من إجمالي الناتج المحلي إلى 10%.. كما حددت الرؤية مستهدف لمؤشر الأداء البيئي بحيث تكون من ضمن أفضل 20 دولة في العالم.
2. تعزيز الابتكار والريادة: تركز الرؤية على دعم الابتكار والريادة في جميع المجالات، وتشجيع الاستثمار في البحث والتطوير، وخلق بيئة مشجعة للمبتكرين والرياديين لتطوير حلول جديدة وابتكارية. ومن بين الأهداف الرئيسية للرؤية في هذا المجال تحسين تصنيف عُمان ضمن مؤشر الابتكار العالمي لتصبح عُمان من أفضل 20 دولة في العالم، إضافةً الى تحسين تصنيف عُمان ضمن مؤشرات الحوكمة العالمية - الكفاءة الحكومية، لتصبح عُمان من أفضل 10 دول على مستوى العالم.
3. تطوير البنية التحتية: تهدف الرؤية إلى تطوير وتحديث البنية التحتية في السلطنة، بما في ذلك الطرق والمواصلات والاتصالات، لتلبية احتياجات السكان وتوفير بيئة ملائمة للنمو الاقتصادي.
4.  تعزيز القدرات البشرية: تعتبر الاستثمار في التعليم والتدريب وتطوير القدرات البشرية أحد أهم أولويات الرؤية، لضمان توفير فرص العمل وتمكين الشباب والكفاءات الوطنية. ومن بين الأهداف الخاصة بالتنمية البشريةتحسين تصنيف عُمان ضمن مؤشر التنافسية العالمية - ركيزة المهارات، لتصبح عُمان من ضمن أفضل 10 دول في العالم.
5. المحافظة على استدامة البيئة: والهدف هنا هو استمرار الاستثمار في البنية الأساسية في قطاعات عديدة من أهمها المياه والطاقة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والنقل واللوجستيات، بالإضافة للمدن الملائمة للعيش والمدن الذكية، مما يمكن السلطنة من الحفاظ على القدرة التنافسية لها كمركز لوجستي ومحورٍ للتواصل بين الدول المجاورة، فضلاً عن كون البنية الأساسية عالمية المستوى عاملاً مساعداً في النمو الاقتصادي، ودافعاً رئيسياً للتنمية وجذب الاستثمار ات المحلية والأجنبية.
6.  تعزيز التعاون الدولي: تؤكد الرؤية على أهمية تعزيز التعاون الدولي والتبادل المعرفي مع الدول الأخرى، للاستفادة من الخبرات والمعارف العالمية في مجالات مختلفة.
مبادرات رؤية عُمان 2040:
1.  تطوير الصناعات الجديدة: تعزيز صناعات المستقبل مثل التكنولوجيا النظيفة، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، لتعزيز التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل. وقد أطلقت وزارة الاقتصاد العُمانية، على سبيل المثال، المبادرة الوطنية لتمكين الاقتصاد الوطني المعزز بالذكاء الاصطناعي بقيمة 10 ملايين ريال (حوالي 26 مليون دولار) لعام 2024.
2.  الاستثمار في التعليم الرقمي: تعزيز البنية التحتية الرقمية وتقديم التعليم عبر الإنترنت والتعلم الذكي، لتمكين الشباب وتحفيز الابتكار في مجال التكنولوجيا.
3.  تحسين البنية التحتية البيئية: تطوير البنية التحتية للحفاظ على البيئة وتوفير الموارد الطبيعية، مثل تطوير نظم إدارة النفايات وتشجيع الاستدامة في استخدام المياه. ومن بين المبادرات البيئية البرنامج الوطني للحياد الصفري الذي أطلقته المنصة الوطنية الموحدة لجرد انبعاثات الغازات الدفيئة، ومبادرة ظلال الصحراء التي هي جزء من المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة.
4.  تعزيز القطاع السياحي: تطوير القطاع السياحي من خلال الاستفادة من الثقافة الغنية والتنوع الطبيعي في السلطنة، وتقديم تجارب سياحية مميزة ومستدامة
5. جذب الاستثمار: تم تطوير ومتابعة تنفيذ أكثر من 8 مبادرات تُعنى بتمكين قطاع الاستثمار في سلطنة عُمان وتحفيز المستثمرين، ومن بينها مبادرة منح الإقامة الدائمة للمستثمرين والتي بلغت نسبة الإنجاز فيها 100%. وفيما يخص تبسيط الخدمات الحكومية ورقمنتها لتهيئة بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات المرتبطة بها تم تطوير وتفعيل عدة مبادرات ومشاريع رئيسية منها تطوير وتفعيل آلية إصدار التراخيص التلقائية (نظام استثمر بسهولة) حيث تعد السلطنة رائدة في تطبيق هذا النظام بالمنطقة عبر إعادة هندسة إجراءات إصدار تراخيص الأنشطة الاقتصادية وآلية إصدارها.
تسعى السلطنة بكل جدية وإصرار لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة على كافة الأصعدة، ومن خلال المبادئ والأهداف التي وضعتها الرؤية، ومن خلال المبادرات الملموسة التي تم تطبيقها، يتضح أن عُمان تسعى لتكون مركزًا للابتكار والريادة، ومجتمعًا يعتمد على المعرفة والتكنولوجيا في تحقيق التقدم والرفاهية لمواطنيها. أيضاً من خلال مشاركة المجتمع المحلي والتعاون الدولي، تأمل سلطنة عُمان في تحقيق رؤيتها وتحقيق الازدهار لجميع سكانها.
ومن الواضح أن هذه الرؤية لا تقتصر فقط على الاقتصاد، بل تشمل أيضًا الجوانب الاجتماعية والبيئية، مما يعكس التزام السلطنة ببناء مستقبل مستدام ومزدهر للأجيال القادمة.

 

 

0 تعليقات

شارك من خلال تعليق