مقالات ملهمة

اطلع على مجموعة واسعة من المقالات الحديثة في مختلف مجالات القيادة

إنترنت الأشياء في القطاع الحكومي

إنترنت الأشياء في القطاع الحكومي

"إنترنت الأشياء" أو ما يُعرف بـ"Internet of Things" (IoT)، هو مصطلح يشير إلى توصيل الأجهزة والأشياء غير المتصلة بالإنترنت ببعضها البعض لتبادل البيانات والمعلومات وتحقيق الأهداف المختلفة. تعتمد فكرة إنترنت الأشياء على استخدام التقنية لربط الأشياء اليومية بشبكة الإنترنت، مما يمنحها القدرة على التفاعل والتواصل مع بعضها البعض ومع المستخدمين.

تتضمن مكونات إنترنت الأشياء أجهزة متنوعة مثل الأجهزة المنزلية الذكية، والسيارات، وأجهزة القياس والمراقبة، وأجهزة الرعاية الصحية، والمباني الذكية، والعديد من الأشياء الأخرى. تتيح هذه التقنية تحويل هذه الأجهزة العادية إلى أنظمة متصلة قادرة على تلقي البيانات، ومعالجتها، وإرسال الإشارات، واتخاذ القرارات بناءً على البيانات المتاحة.

مع تزايد استخدام إنترنت الأشياء، يتوقع أن تتوسع نطاق تطبيقاتها وتأثيراتها في مختلف المجالات، مما يجعلها تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل المستقبل الذكي والمتصل، من هنا تقدم إنترنت الأشياء (IoT) العديد من الفوائد والاستخدامات المهمة في العمل الحكومي، من بينها:

1. تحسين كفاءة البنية التحتية الحضرية: يمكن استخدام إنترنت الأشياء (IoT) في مجال البنية التحتية الحضرية لتتبع الحركة وإدارة الموارد بشكل أكثر كفاءة، مثل إدارة مواقف السيارات وإضاءة الشوارع وإدارة النفايات. ومن الدول التي قامت بتوظيف إنترنت الأشياء (IoT) في القطاع العام بشكل مميز دولة فنلندا. ففي فنلندا، تمثل تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) جزءًا هامًا من جهود تحسين البنية التحتية الحضرية وتطوير المدن الذكية ومن الطرق التي يتم فيها استخدام إنترنت الأشياء (IoT) لتحسين كفاءة البنية التحتية الحضرية هي إدارة مواقف السيارات. في هلسنكي، عاصمة فنلندا، تم تنفيذ نظام ذكي لإدارة مواقف السيارات باستخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) حيث يتيح هذا النظام للسائقين العثور على مواقف للسيارات بشكل أسرع وأسهل من خلال توفير معلومات في الوقت الفعلي حول المواقف الشاغرة والأسعار والمواقف المتاحة في المناطق المختلفة من المدينة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للنظام مراقبة مستويات الإزدحام والتنقل في المدينة، مما يساعد في تحسين تدفق حركة المرور وتخفيف الازدحامات المرورية. وفي مدينة تامبيري في فنلندا، تم استخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) لتحسين إدارة النفايات حيث تم تثبيت حاويات نفايات ذكية مجهزة بأجهزة استشعار إنترنت الأشياء (IoT) تقوم بتحديد مستويات النفايات داخل الحاويات، وعندما تصبح الحاوية ممتلئة، يتم إرسال إشعار إلى خدمات النفايات لتفريغ الحاوية، مما يقلل من حاجة لجمع النفايات بانتظام في كل الأماكن ويحسن من تخطيط جدول جمع النفايات بشكل فعال.

2. تحسين الخدمات الحكومية: يمكن استخدام إنترنت الأشياء (IoT لتحسين تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين، مثل توفير الماء والكهرباء والنقل العام والرعاية الصحية. في ألمانيا، على سبيل المثال، تم استخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) بشكل واسع لتحسين تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين في مجموعة متنوعة من المجالات، ففي مدينة هامبورغ، تم تنفيذ مشروع يسمى "مدينة الرعاية الصحية الرقمية"، الذي يهدف إلى تحسين الرعاية الصحية للمواطنين باستخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) والبيانات الرقمية حيث تم تثبيت أجهزة استشعار إنترنت الأشياء (IoT) في المستشفيات والعيادات والمنازل لرصد حالة المرضى بشكل عام والمرضى المسنين بشكل مستمر. يمكن لهذه الأجهزة إرسال بيانات متعلقة بالصحة مثل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومستوى السكر في الدم مباشرة إلى الأطباء والممرضين. بفضل هذه البيانات الضخمة والفورية، يمكن للمهنيين من القطاع الصحي التفاعل بشكل أسرع وتقديم الرعاية اللازمة بشكل أكثر دقة وفعالية.

3.تعزيز الأمن والسلامة: يمكن استخدام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) لتعزيز الأمن العام وسلامة المواطنين، مثل نظام المراقبة عبر الإنترنت للمناطق الحيوية ونظام إنذار المخاطر لمواجهة الكوارث الطبيعية. ومثال على ذلك الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، حيث تم استخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) لتعزيز الأمن والسلامة في مختلف المجالات، ومنها نظام مراقبة ذكي باستخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) في العديد من المناطق الحيوية في الرياض، مثل المراكز التجارية والأحياء السكنية الكبيرة والأماكن العامة المزدحمة. يتكون هذا النظام من شبكة من الكاميرات المراقبة المزودة بأجهزة استشعار تقنية إنترنت الأشياء (IoT). تقوم هذه الكاميرات برصد الحركة والأنشطة غير المعتادة، مما يسمح للسلطات الأمنية بالاستجابة الفورية في حالة وقوع أي حادثة أو تهديد للأمن العام. بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) لتنفيذ نظام إنذار المخاطر لمواجهة الكوارث الطبيعية في الرياض. يتضمن هذا النظام تثبيت أجهزة استشعار في المناطق الحساسة مثل المناطق المنخفضة والأودية، والتي تعتبر عرضة للفيضانات والتسونامي والعواصف الرعدية القوية. عندما يتم اكتشاف أي تغيرات غير طبيعية في البيئة، يقوم النظام بتنبيه السلطات المعنية والمواطنين بوجود خطر، مما يسمح لهم باتخاذ الإجراءات الضرورية للحفاظ على سلامتهم.

4. تحسين إدارة الموارد: يمكن استخدام إنترنت الأشياء (IoT) لتحسين إدارة الموارد الحيوية مثل المياه والطاقة، من خلال مراقبة الاستهلاك والتحكم في الهدر.

5. تعزيز الاستدامة: يمكن للحكومات استخدام إنترنت الأشياء (IoT) لتعزيز الاستدامة البيئية، من خلال تتبع التلوث وإدارة الموارد الطبيعية بشكل فعال.

6. تحسين التواصل الحكومي: يمكن استخدام إنترنت الأشياء (IoT) لتحسين التواصل بين الحكومة والمواطنين، مثل تقديم خدمات الحكومة الرقمية وتجربة المواطن الإلكترونية السلسة.  في إستونيا، مثلاً، تم استخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) بشكل واسع لتحسين التواصل الحكومي وتقديم خدمات حكومية رقمية متطورة. مثال على ذلك هو الاستخدام الفعال للتقنيات الذكية في مجال الهوية الرقمية والخدمات الحكومية الإلكترونية. تعتبر إستونيا من الدول الرائدة في تطبيق التقنيات الذكية في الخدمات الحكومية، حيث يتم استخدام نظام الإقامة الرقمية (e-Residency) كأحد أبرز الأمثلة. يتيح نظام الإقامة الرقمية e-Residency للمواطنين والمقيمين غير المقيمين الوصول إلى خدمات الحكومة الإستونية بشكل إلكتروني عبر الإنترنت، بما في ذلك تأسيس الشركات والتوقيع الإلكتروني على المستندات والتصريح الضريبي والوصول إلى الخدمات المالية والمصرفية. تعتمد هذه النظام على التقنيات الذكية و إنترنت الأشياء (IoT) لضمان الأمان والسلامة الرقمية للمستخدمين وتحقيق التواصل الفعال بين الحكومة والمواطنين.
بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام التقنيات الذكية في إستونيا لتوفير خدمات حكومية رقمية سلسة ومبتكرة للمواطنين. على سبيل المثال، يتم توفير خدمات الرعاية الصحية عبر الإنترنت، حيث يمكن للمواطنين حجز مواعيد للزيارات الطبية والوصول إلى سجلاتهم الطبية والاستشارة عبر الإنترنت مع الأطباء.

 باختصار، يتم استخدام إنترنت الأشياء في العمل الحكومي لتحسين كفاءة الخدمات العامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين بشكل عام.

 

0 تعليقات

شارك من خلال تعليق