رؤية السعودية 2030

قائد المستقبل، القيادة، مهارات القيادة، التحول، رؤية السعودية 2030، المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، الرؤى الوطنية، استشراف المستقبل، التحول، استراتيجيات التحول، التنمية الاقتصادية، الأهداف الإنمائية، قصة قائد، معن القطامين، د. معن القطامين، الدكتور معن القطامين، أكاديمية معن القطامين، أكاديمية الدكتور معن القطامين، مؤهل مهني في القيادة، معهد القيادة والإدارة البريطاني، القيادة التحولية

تعتبر رؤية المملكة العربية السعودية 2030 واحدة من أكثر الرؤى الاستراتيجية طموحًا وشمولية في التاريخ الحديث حيث أنها رؤية تطمح إلى تحويل الاقتصاد السعودي وتنويعه بعيدًا عن الاعتماد الرئيسي على النفط، وتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي.

الخلفية:

في عام 2016، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث تعتمد هذه الرؤية على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: تحويل الاقتصاد السعودي ليكون أكثر تنوعًا واستدامة، تعزيز القدرة التنافسية للمملكة على المستوى الدولي، وتحسين جودة الحياة للمواطنين السعوديين.

أهمية الرؤية:

1.      تنويع الاقتصاد: تعتمد "رؤية السعودية 2030" على تحويل الاقتصاد السعودي من الاعتماد الرئيسي على النفط إلى قطاعات أخرى مثل الصناعة، السياحة، الترفيه، والتكنولوجيا. ويهدف ذلك إلى تحقيق استقرار اقتصادي أكبر وتوفير فرص عمل متنوعة للشباب.  وفي عام 2023 سجلت الأنشطة غير النفطية في المملكة العربية السعودية أعلى مساهمة لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 50%، وهو أعلى مستوى تاريخي تصل إليه على الإطلاق، وذلك بناءً على أرقام وزارة الاقتصاد والتخطيط الصادرة من الهيئة العامة للإحصاء.

2.      تحسين التعليم والتدريب: تعتبر "رؤية السعودية 2030" منصة لتحسين نظام التعليم وتوفير فرص التدريب والتطوير للشباب، بهدف تأهيلهم لسوق العمل المتغير وتعزيز مهاراتهم وقدراتهم التنافسية.

وقد حققت المملكة عدة انجازات في هذا المجال منها:

-         ارتفـاع نسبة الالتحاق فــي مرحلة رياض الأطفال مــن %13 فــي 2015م إلى %23 فـي 2020م

-         زادت نسبة إسناد تدريس الصفوف الأولية (بنين) للمعلمات فـي المدارس الحكوميـة إلـى %11.

-         ارتفع عدد البحوث المحكمة المنشورة الصادرة مـن الجامعات الحكوميـة السعودية كما يلي: المستهدف عام 2020 = 18 ألف بحث، المحقق عام 2020 = 33.6 ألف بحث.

-         ارتفع عدد خريجي الثانوية المستكملين للتعليم في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، حيث كان المستهدف %12.5 فــي عــام 2020م، وقــد وصلت إلى .%23.77.

3.      تعزيز القدرة التنافسية: تهدف "رؤية السعودية 2030" إلى جعل المملكة أكثر تنافسية على المستوى الدولي، من خلال تحسين بيئة الأعمال وتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية وتعزيز التجارة الدولية. ووفقاً لبعض التقارير العالمية فقد حققت السعودية قفزات مهمة في التنافسية. فعلى سبيل المثال، احتلت السعودية المركز السادس عالمياً في مؤشر القيم والسلوكيات الخاصة بقطاع الأعمال، وفقاً للتقرير الصادر عن مركز التنافسية العالمي 2022 التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) حيث صنّف التقرير 63 اقتصاداً حول العالم، واعتمد في تصنيفه على أربع فئات رئيسة شملت الأداء الاقتصادي وكفاءة الحوكمة وكفاءة بيئات الأعمال والبنية التحتية. وقد حلت السعودية في المرتبة الـ24 من بين 63 دولة هي الأكثر تنافسية في العالم وهي تكون بهذا قد تقدمت 8 مراتب عن عام 2021 السابق.

تطبيق الرؤية:
لتحقيق أهداف الرؤية، تم اتخاذ العديد من الإجراءات والمبادرات، منها:

1.      برنامج التحول الوطني: يعتبر هذا البرنامج الرئيسي في تنفيذ "رؤية السعودية 2030"، حيث يستهدف تحقيق تنويع الاقتصاد وتطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات الحكومية. ومن منجزات هذا البرنامج ما يلي:

-         حققت المملكة أفضل نتيجة تاريخية وتقدمت (12) مركزاً عالمياً في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية EGDI لتصل للمرتبة (31) والمرتبة الثامنة من بين مجموعة دول العشرين.

-         تقدمت المملكة في بيانات مؤشر نضج الحكومة الرقمية الصادرة عن مجموعة البنك الدولي إلى المرتبة (الثالثة) و(الأولى) إقليمياً من بين 198 دولة.

-         استخدم 24 مليون شخصاً منصة أبشر الرقمية.

-         تشير بيانات البنك الدولي الى انه يمكن الآن تشخيص حالة المريض في منطقة ريفية في غضون ثلاثة أيام فقط بدلا من أربعة أسابيع.

-         تم تقليص الوقت اللازم للتدخل الطبي للسكتات الدماغية إلى 33 دقيقة في المتوسط.

-         تم تخفيض مدة إقامة المريض في المستشفيات بسبب قصور القلب بنسبة تصل إلى 40٪.

-         بلغ عدد المستفيدين الإجماليين من خدمات الصحة 58550 مستفيدا. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 400 ألف مريض سنويا.

-         97% من الخدمات الحكومية تقدم الكترونياً.

-         بلغت الوفورات المالية حوالي 6.25 مليار ريال نتيجة للمبادرات الحكومية الرقمية.

-         بلغت نسبة تغطية مناطق المملكة بخدمات الجيل الرابع 99%.

-         تم رفع نسبة دقة التوقع والإنذار المبكر للأخطار الجوية قبل 3 أيام من 60% الى 81.14% في عام 2023.  

2.      مبادرة مشروع نيوم: تعتبر هذه المدينة الجديدة مشروعًا عملاقًا يهدف إلى تطوير منطقة اقتصادية خاصة تعتمد على التقنية والابتكار. تُعد مبادرة مشروع نيوم إحدى المشاريع العملاقة التي تهدف إلى تحقيق تطور اقتصادي ملحوظ من خلال إنشاء مدينة جديدة متطورة. تتميز هذه المدينة بتبنيها لأحدث التقنيات والابتكارات في مختلف المجالات، وتهدف إلى جذب الاستثمارات والمواهب العالمية. وبفضل موقعها الاستراتيجي على شاطئ البحر الأحمر، فإن مشروع نيوم يعد ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة العربية السعودية لتنويع اقتصادها وتحقيق التنمية المستدامة. ومن المتوقع أن يكون لمشروع نيوم تأثير كبير على الاقتصاد السعودي والمنطقة بأسرها، من خلال دعمه للابتكار وتعزيزه للتنمية المستدامة.

3.      تعزيز دور المرأة: تم توفير فرص أوسع للمرأة في سوق العمل وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفقاً لمنظمة العمل الدولية فقد حققت السعودية «تقدماً مثيراً للإعجاب» فيما يتعلق بمشاركة المرأة في القوى العاملة. ومن بين هذه الإنجازات:

-         شرعت السعودية في سلسلة من الإصلاحات السياسية والتشريعية التي تهدف إلى تحقيق أهدافها، «تأنيث» سوق العمل.

-         أدت جهود التنويع وبرامج التوطين (مثل برنامج نطاقات) إلى فتح قطاعات وفرص عمل جديدة للنساء، بما في ذلك في مجالات مثل التكنولوجيا والترفيه والسياحة.

-         شجعت الحكومة السعودية الإجراءات المرتبطة بالعمل المرن، مثل العمل عن بُعد، والعمل بدوام جزئي، بما يسمح للمرأة بالموازنة بين مسؤوليات العمل والأسرة خلال الانخراط في قوة العمل.

-         قامت المملكة بعدة تدابير وبرامج داعمة لتعزيز بيئات العمل الشاملة للنساء، وتوفير مبادرات رعاية الأطفال، ودعم النقل للنساء العاملات، وتشجيع اندماجهن في سوق العمل.

-         أقر مجلس الوزراء السعودي يناير (كانون الثاني) 2023، «السياسة الوطنية لتكافؤ الفرص والمساواة في المعاملة.

-         وقالت المنظمة: «بشكل عام، حقّقت المملكة تقدماً مثيراً للإعجاب فيما يتعلق بمشاركة المرأة السعودية في القوى العاملة، التي بلغت 36.0 في المائة في الرُّبع الأول من عام 2023، مقارنة بـ22.6 في المائة في الرُّبع الأول من عام 2019».

الختام:

تُعد رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تحولًا هامًا في تاريخ المملكة، وتمثل فرصة لتحقيق تنمية مستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين. وبفضل الرؤية الحكيمة والجهود المستمرة، يمكن أن تصبح المملكة العربية السعودية نموذجاً للتحول الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة وحول العالم، مما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي في المجتمع الدولي. إن تحقيق "رؤية السعودية 2030" يتطلب التزاماً متواصلاً بالتطوير والابتكار، ومواصلة بناء جسور التعاون وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة. من خلال هذا العمل المشترك، يمكن أن تحقق السعودية طموحاتها وتصبح قوة محورية في تشكيل المستقبل وتحقيق الرخاء لشعبها وللمنطقة بأسرها.